مدرسة بنات خان يونس الإعدادية ب للاجئات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مدرستنا منارة للعلم والمعرفة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رسالة الرسول الى كسرى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ayad-adli




عدد المساهمات : 3
تاريخ التسجيل : 11/12/2012

رسالة الرسول الى كسرى Empty
مُساهمةموضوع: رسالة الرسول الى كسرى   رسالة الرسول الى كسرى I_icon_minitimeالسبت مارس 02, 2013 10:23 pm


بسم الله الرحمن الرحيم

من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأدعوك بدعاء الله فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة لاانذر من كان حيا

ويحق القول على الكافرين فاسلم تسلم فان أبيت فان اثم المجوس عليك

و هو كبير الفرس المجوسي الذي كان يعتقد أنه اله البشر و سيدهم , يأتيه بخطاب من الرسول , صلي الله عليه وسلم يدعوه للاسلام, مع عبد الله بن حذافة السهمي, فبمجرد أن يسمع أن الرسول قد بدأ الخطاب باسمه قبل اسم كسري , يمزق الكتاب و يقول بكبر مجوسي بغيض , عبد من عبادي يبدأ كتابة بنفسه قبلي, و يطرد السفير , فلما وصل الخبر الي النبي صلي الله عليه وسلم يقول : [مزق ملكه] فيعدو علي كسري اقرب الناس اليه "شيرويه" ابنه الأكبر فيقتله , ثم ما يلبث ان يقتل هو, ثم يقتل من قتله , حتي تمزق ملك كسري و يأخذه المسلمون بعد ذلك في عهد الخلفاء الراشدين.

((حق على كل مسلم ان يقبل رأس عبد الله بن حذافه ،وانا ابدأ بذالك))
((عمر بن الخطاب)).
بطل قصتنا هذه رجل من الصحابه يدعى عبد الله بن حذافه السهمي.
لقد كان في وسع التاريخ ان يمر بهذا الرجل كما مر بملايين العرب من قبله دون ان يأبه لهم او يخطروا له على بال.
لكن الاسلام العظيم أتاح لعبد الله بن حذافه السهمي ان يلقى سيدي الدنيا في زمانه:كسرى ملك الفرس ،وقيصر عظيم الروم ، وان تكون له مع كل منهما قصة ماتزال تعيها ذاكرة الدهر ويرويها لسان التاريخ.
أما قصته مع كسرى ملك الفرس فكانت في السنة السادسه للهجرة حين عزم النبي صلى الله عليه وسلم أن يبعث طائفة من أصحابه بكتب الي ملوك الاعاجم يدعوهم فيها الي الاسلام.
ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقدر خطورة هذه المهمة…
فهؤلاء الرسل سيذهبون إلى بلاد نائية لا عهد لهم بها من قبل…
وهم يجهلون لغات تلك البلاد ولايعرفون شيئا عن امزجة ملوكها…
ثم انهم سيدعون هؤلاء الملوك الى ترك اديانهم ،ومفارقة عزهم وسلطانهم ، والدخول في دين قوم كانوا الي الامس القريب من بعض اتباعهم…
إنها رحلة خطيرة ، الذاهب فيها مفقود والعائد منها مولود.
لذا جمع الرسول عليه الصلاة والسلام اصحابه ،وقام فيهم خطيبا :فحمد الله واثنى عليه ،وتشهد ،ثم قال :
اما بعد ،فاني اريد ابعث بعضكم الي ملوك الاعاجم ،فلا تختلفوا علي كما اختلفت بنو اسرائيل على عيسى بن مريم.
فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن يارسول الله نؤدي عنك ماتريد فابعثنا حيث شئت.

انتدب عليه الصلاة والسلام ستة من الصحابة ليحملوا كتبه إلي ملوك العرب والعجم ، وكان أحد هؤلاء الستة عبد الله بن حذافة السهمي ، فقد اختير ليحمل رسالة النبي صلى الله عليه وسلم الي كسرى ملك الفرس .
جهز عبد الله بن حذافة راحلته ، وودع صاحبته وولده ، ومضي الي غايته ترفعه النجاد وتحطه الوهاد ؛ وحيدا فريدا ليس معه إلا الله ، حتى بلغ ديار فارس ، فاستأذن باالدخول على ملكها ، وأخطر الحاشية بالرسالة يحملها له.
عند ذلك أمر كسرى باءيوانه فزين ،ودعا عظماء فارس لحضور مجلسه فحضروا ، ثم أذن لعبد الله بن حذافة با الدخول عليه .
دخل عبد الله بن حذافة على سيد فارس مشتملا شملته الرقيقة ، مرتديا عباءته الفيقة ، عليه بساطة الاعراب.
لكنه كان عالي الهامة ، مشدود القامة ، تتأجج بين جوانحه عزة الاسلام ، ويتوقد في فؤاده نور الايمان.
فما أن رآه كسرى مقبلا حتى أومأ إلى أحد رجاله بأن يأخذ الكتاب من يده فقال:
لا ، إنما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أدفعه لك يدا بيد وأنا لا أخالف أمرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
فقال كسرى لرجاله : اتركوه يدن مني ، فدنا من كسرى حتى ناوله الكتاب بيده .
ثم دعا كسرى كاتبا عربيا من اهل الحيرة ، وامره ان ينفض الكتاب بين يديه ،وان يقرأه عليه فاذا فيه :
((بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد رسول الله الي كسرى عظيم فارس ، سلام على من اتبع الهدى…))
فما أن سمع كسرى من الرسالة هذا المقدار حتى اشتعلت نار الغضب في صدره ؛ فاحمر وجهه ، وانتفخت أوداجه لان الرسول عليه الصلاة والسلام بدأ بنفسه… فجذب الرسالة من يد كاتبه وجعل يمزقها دون ان يعلم مافيها وهو يصيح :ايكتب لي بهذا ، وهو عبدي؟!!ثم امر بعبده الله بن حذافة ان يخرج من مجلسه ، فاخرج .
خرد عبد الله بن حذافة من مجلس كسرى ، وهو لا يدري مايفعل الله له …
ايقتل ام يطلق حرا طليقا؟
لكنه مالبث ان قال :والله ما أبالي على أي حال اكون بعد اديت كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وركب راحلته وانطلق .
ولما سكت عن كسرى الغضب ، امر بأن يدخل عليه عبد الله ، فلم يوجد…
فالتمسوه فلم يلقفوا له على اثر .
فطلبوه في الطريق إلى جزيرة العرب فوجدوه قد سبق .
فلما قد عبد الله على النبي صلى الله عليه وسلم اخبره بما كان من امر كسرى وتكزيقه الكتاب فما زاد عليه الصلاة والسلام على ان قال : ((مزق الله ملكه)).
اما كسرى فقد كتب الي ((باذان))نائبه على اليمن : ان ابعث إلى الرجل الذي ظهر بالحجاز رجلين جلدين من عندك، ومرهما أن يأتياني به … فبعث ((باذان)) رجلين من خيرة رجاله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وحملهما رسالة له ،يأمره فيها بأن ينصرف معهما الي لقاء كسرى دون إبطاء …
وطلب إلى الرجلين أن يقفا على خبر النبي عليه الصلاة والسلام ، وأن يستقصيا أمره ، وأن يأتياه بما يقفان عليه من معلومات .
خرج الرجلان يغذان السير حتى بلغا الطائف فوجدوا رجالا تجارا من قريش ، فسألاهما عن محمد عليه الصلاة والسلام ،فقالوا :هو في يثرب ، ثم مضى التجار الي مكة فرحين مستبشرين ، وجعلوا يهنئون قريشا ويقولون :
قروا عينا ؛ فان كسرى لصدى لمحمد وكفاكم شره.
أما الرجلان فيمما وجهيهما شطر المدينه حتى إذا بلغاها لقيا النبي عليه الصلاة والسلام ، ودفعا إليه رسالة باذان ، وقالا له :
إن ملك الملوك كسرى كتب إلى ملكنا باذان ، أن يبعث إليك من يأتيه بك … وقد أتيناك لتنطلق معنا إليه ، فإن أجبتنا كلمنا كسرى بما ينفعك ويكف أذاه عنك ، وإن أبيت فهو من قد علمت سطوته وبطشه وقدرته على اهلاك قومك.
فتبسم الرسول عليه الصلاة والسلام وقال لهما : ارجعا إلى رحالكما اليوم وأتيا غدا .

فلما غدوا على النبي صلوات الله عليه في اليوم التالي ،قالا له : هل أعددت نفسك للمضي معنا إلى لقاء كسرى ؟
فقال لهما النبي :
لن تلقيا كسرى بعد اليوم ..فلقد قتله الله ؛ حيث سلط عليه ابنه شيرويه ، في ليلة كذا … من شهر كذا …
فحدقا في وجه النبي ، وبدت الدهشة على وجهيهما ، وقالا :
أتدري ماتقول؟! أنكتب بذلك لباذان؟! قال :نعم، وقولا له : إن ديني سيبلغ ماوصل إليه ملك كسرى ،وإنك إن أسلمت أعطيتك ماتحت يديك ، وملكتك على قومك.
خرج الرجلان من عند الرسول صلوات الله عيله ، وقدما على باذان ، وأخبراه الخبر ، فقال ، لئن كان ماقاله حقا فهو نبي ، وأن لم يكن كذلك فسنرى في رأيا…
فلم يلبث أن قدم على باذان كتاب شيرويه وفيه يقول :
أما بعد فقد قتلت كسرى ، ولم أقتله إلا انتاقما لقومنا ، فقد استحل قتل أشرافهم وسبي نسائهم وانتهاب أموالهم ، فإذا جاءك كتابي هذا فخذ لي الطاعة ممن عندك.
فما أن قرأ باذان كتاب شيرويه حتى طرحه جانبا وأعلن دخوله في الاسلام ، وأسلم من كان معه من الفرس في بلاد اليمن.
هذه قصة لقاء عبد الله بن حذافة لكسرى ملك الفرس .
فما قصة لقائه لقيصر عظيم الروم؟
لقد كان لقاؤه لقيصر في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وكانت له معه قصة من اروع القصص…
ففي السنة التاسعة عشرة للهجرة بعث عمر بن الخطاب جيشا لحرب الروم فيه عبد الله بن حذافة السهمي … وكان قيصر عظيم الروم قد تناهت اليه اخبار جند المسلمين وما يتحلون به من صدق الايمان ورسوخ العقيدة واسترخاص النفس في سبيل الله.

المسلمين وما يتحلون به من صدق الايمان ورسوخ العقيدة واسترخاص النفس في سبيل الله.
فأمر رجاله-اذا ظفروا بأسير من أسرى المسلمين- ان يبقوا عليه ، وان يأتوه به حيا… وشاء الله ان يقع عبد الله بن حذافة السهمي اسيرا في ايدي الروم ؛ فحملوه الي مليكهم وقالوا : ان هذا من اصحاب محمد السابقين الي دينه قد وقع اسيرا في ايدينا ؛ فأتيناك به .
نظر ملك الروم الي عبد الله بن حذافة طويلا ثم بادره قائلا :
اني اعرض عليك امرا،
قال : وماهو ؟
فقال: اعرض عليك ان تتنصر … فان فعلت ؛ خليت سبيلك ، واكرمت مثواك . فقال الاسير في انفة وحزم : هيهات … ان الموت لأحب الي الف مرة مما تدعوني اليه .
فقال قيصر :اني لأراك رجلا شهما … فان اجبتني الي ما أعرضه عليك اشركتك في امري وقاسمتك سلطاني .
فتبسم الاسير المكبل بقيوده وقال :
والله لو اعطيتني جميع ماتملك ، وجميع ماملكته العرب على ان ارجع عن دين محمد طرفة عين مافعلت.
قال : انت وماتريد ، ثم امر به فصلب ، وقال لقانصه - باالروميه-ارموه قريبا من يديه ، وهو يعرض عليه التنصر فأبى .
فقال : ارموه قريبا من رجليه ، وهو يعرض عليه مفارقة دينه فأبى.
عند ذلك امرهم ان يكفوا عنه ، وطلب اليهم ان ينزلوه عن خشبة الصلب ، ثم دعا بقدر عظيمة فصب فيها الزيت ورفعت على النار حتى غلت ثم دعا بأسيرين من اسارى المسلمين ، فأمر باحدهما ان يلقي فيها فألقي ، فاذا لحمه يتفتت.
واذا عظامه تبدو عارية..
ثم التفت الي عبد الله بن حذافة ودعاه الي النصرانية ، فكان أشد اباء لها من قبل . فلما يئس منه ؛ امر به ان يلقى في القدر التي ألقى فيها صاحباه فلما ذهب به دمعت عيناه ، فقال رجال قيصر لملكهم : انه قد بكى… فظن انه قد جزع وقال:
ردوه الي ، فلما مثل بين يديه عرض عليه النصرانيه فأباها .
فقال :ويحك ، فما الذي ابكاك اذا؟!
قال :ابكاني اني قلت في نفسي :تلقى الآن في هذا القدر : فتذهب بنفسك ، وفد كنت اشتهي ان يكون لي بعدد مافي جسدي من شعر انفس فتلقى كلها في هذا القدر في سبيل الله.
فقال له الطاغية :هل لك ان تقبل رأسي وأخلي عنك؟
فقال له عبد الله: وعن جميع أسارى المسلمين ايضا :
قال : وعن جميع أسارى المسلمين ايضا.
قال عبد الله :فقلت في نفسي : عدو من اعداء الله ، أقبل رأسه فيخلي عني وعن أساري المسلمين جميعا ، لا ضير في ذلك علي .
ثم دنا منه وقبل رأسه ، فأمر ملك الروم ان يجمعوا له أسارى المسلمين ، وان يدفعوهم اليه ، فدفعوا له.
قدم عبد الله بن الحذافة على عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، واخبره خبره ، فسر به الفاروق اعظم السرور ، ولما نظر الي الاسرى قال : حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن الحذافة … وأنا أبدأ

بذالك… ثم قام وقبل رأسه …(*).

اليوم أحب اكتب لكم عن سبب إسلام باذان عامل كسرى على اليمن وهي قصة مشوقة وتصديق لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم " وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى "

كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى ملك الفرس

" بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس , سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله وشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له , وان محمدا عبده ورسوله , ادعوك بدعاية الله ,فاني أنا رسول الله إلى الناس كافه , لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين , فأسلم تسلم , فان أبيت فان إثم المجوس عليك "
واختار لحمل هذا الكتاب عبدالله بن حذافة السهمي , فدفعه السهمي إلى عظيم البحرين, ولا ندري هل بعث به عظيم البحرين رجلا من رجالاته أم بعث بعد الله السهمي , وأيا ما كان فلما قرئ الكتاب على كسرى مزقه , وقال في غطرسة : عبد حقير من رعيتي يكتب اسمه قبلي , ولما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " مزق الله ملكه " وقد كان كما قال صلى الله عليه وسلم ,
فقد كتب كسر إلى بادان عامله على اليمن : ابعث إلى هذا الرجل الذي بالحجاز رجلين من عندك جلدين فليأتياني به . فاختار باذان رجلين ممن عنده , إحداهما : قهرمانه بانويه وكان حاسبا كاتبا بكتاب فارس . وثانيهما : خرخسرو من الفرس وبعثهما بكتاب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر إن ينصرف معهما إلى كسرى .
فلما قدما المدينة وقابلا النبي صلى الله عليه وسلم قال إحداهما : إن شاهنشاه " تعني ملك الملوك " كسرى قد كتب إلى الملك باذان يأمره بان يبعث إليك من يأتيه بك وبعثني باذان اليك لتنطلق معي , وقال قولا توعده فيه , فأمرهما النبي صلى الله عليه وسلم أن يلاقياه غدا.
وفي ذلك الوقت قامت ثورة كبيرة ضد كسرى من داخل بيته بعد ان لاقت جنوده هزيمة منكرة أمام جنود قيصر فقد قام شيرويه بن كسرى على أبيه فقتله , وأخذ الملك لنفسه , وكان ذلك في ليلة الثلاثاء لعشر مضين من جمادي الاولى سنة سبع , وعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر من الوحي , فلما غدوا عليه اخبرهما بذلك فقالا : هل تدري ما تقول ؟ انا نقمنا عليك ما هو أيسر فكيف هذا الخبر ؟ أفنكتب هذا عنك ونخبره الملك قال : " نعم أخبره ذلك عني وقولا له ان ديني وسلطاني سيبلغ ما بلغ كسرى , وينتهي الى منتهى الخف والحافر , وقولا له ان أسلمت أعطيتك ما تحت يدك , وملكتك على قومك من الابناء " فخرجا من عنده حتى قدما على باذان فأخبراه الخبر , وبعد ايام جاء كتاب بقتل شيرويه لأبيه وقال له شيرويه في كتابه : انظر الرجل الذي كان كتب فيه ابي اليك " يقصد سيدنا محمد " فلا تهجمه حتى يأتيك أمري .
قال الزهري : فلما بلغ ذلك باذان بعث بإسلامه وإسلام من معه من الفرس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقالت الرسل من الفرس لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى من نحن يا رسول الله ؟ قال أنتم منا وإلينا أهل البيت .

ارجوا ان لا اكون قد اطلت عليكم

الرسول الاعظم وكسرى ملك الفرس

روي عن محمد بن إسحاق قال : قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وآله عبدالله بن حذافة بن قيس إلى كسرى بن هرمز ملك فارس ، وكتب : " بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس ، سلام على من اتبع الهدى وامن بالله ورسوله ، وشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأدعوك بداعية الله عزوجل ، فإني أنا رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الناس كافة ، لانذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين ، فأسلم تسلم ، فإن أبيت فإن إثم المجوس عليك " .
فلما قرأ كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله شققه وقال : يكتب إلي بهذا الكتاب وهو عبدي ؟ فبلغني أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : " مزق الله ملكه " حين بلغه أنه شقق كتابه ، ثم كتب كسرى إلى باذان وهو على اليمن أن ابعث إلى هذا الرجل الذي بالحجاز من عندك رجلين جلدين فليأتياني به .
وفي رواية كتب إلى باذان أن بلغني أن في أرضك رجلا يتنبأ فاربطه وابعث به إلي ، فبعث باذان قهرمانه وهو بانوبه وكان كاتبا حاسبا ، وبعث معه برجل من الفرس يقال له : خرخسك ، فكتب معهما إلى رسول الله صلى الله عليه وآله يأمره أن ينصرف معهما إلى كسرى ، وقال لبانوبه: ويلك انظر ما الرجل وكلمه وأتني بخبره ، فخرجا حتى قدما المدينة على رسول الله صلى الله عليه وآله وكلمه بانوبه ، وقال : إن شاهنشاه ملك الملوك كسرى كتب إلى الملك باذان يأمره أن يبعث إليك من يأتيه بك ، وقد بعثني إليك لتنطلق معي ، فإن فعلت كتبت فيك إلى ملك الملوك بكتاب ينفعك ويكف عنك به ، وإن أبيت فهو من قد علمت ، فهو مهلكك ومهلك قومك ومخرب بلادك ، وكانا قد دخلا على رسول الله صلى الله عليه وآله وقد حلقا لحاهما وأعفيا شواربهما ، فكره النظر إليهما ، وقال : " ويلكما من أمر كما بهذا ؟ " قالا : أمرنا بهذا ربنا ، يعنيان كسرى ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : " لكن ربي أمرني بإعفاء لحيتي وقص شاربي " ثم قال لهما : " ارجعا حتى تأتياني غدا " وأتى رسول الله صلى الله عليه وآله الخبر من السماء أن الله عزوجل قد سلط على كسرى ابنه شيرويه فقتله في شهر كذا وكذا لكذا وكذا من الليل ، فلما أتيا رسول الله صلى الله عليه وآله قال لهما : إن ربي قد قتل ربكما ليلة كذا وكذا من شهر كذا وكذا بعد ما مضى من الليل كذا وكذا ، سلط عليه شيرويه فقتله فقالا : هل تدرى ما تقول ؟ ! إنا قد نقمنا منك ما هو أيسر من هذا ، فنكتب بها عنك ونخبر الملك ، قال : " نعم أخبراه ذلك عني وقولاله : إن ديني وسلطاني سيبلغ ما بلغ ملك كسرى ، وينتهي إلى منتهى الخف الحافر ، وقولا له : إنك إن أسلمت أعطيتك ما تحت يديك ، وملكتك على قومك " .
ثم أعطى خرخسك منطقة فيها ذهب وفضة كان أهداها له بعض الملوك ، فخرجا من عنده حتى قدما على باذان وأخبراه الخبر ، فقال : والله ما هذا بكلام ملك ، وإني لارى الرجل نبيا كما يقول ، ولننظر ما قد قال ، فلئن كان ما قد قال حقا ، ما فيه كلام أنه نبي مرسل ، وإن لم يكن فسترى فيه رأينا ، فلم يلبث باذان أن قدم عليه كتاب شيرويه : أما بعد فإني قد قتلت كسرى ، ولم أقتله إلا غضبا لفارس ، لما كان استحل من قتل أشرافهم ، فإذا جاءك كتابي هذا فخذ لي الطاعة ممن قبلك ، وأنظر الرجل الذي كان كسرى كتب إليه فيه فلا تهجه حتى يأتيك أمرى فيه .
فلما انتهى كتاب شيرويه باذان قال : إن هذا الرجل لرسول فأسلم و أسلمت الابنآء من فارس من كان منهم باليمن .

دروس / السيرة

كتاب النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى كسرى

الحمد لله الذي بأمره يخضع كل مملوك، ولسلطانه تخنع الملوك، عز جاهه، وتقدست أسماؤه، والصلاة والسلام على سيد ولد آدم عرباً وعجماً، وعلى آله وصحبه الفائقين كرماً، والسابقين قدماً، والتابعين لهم بإحسان، أما بعد:

فقد كان لدولة الفرس من العظمة المتصدرة شيء كبير، وقد كان لها نفوذ بين القبائل العربية، وسيادة على بعض سادات العرب، وكان لها من السيطرة والسلطنة ما ليس يكون إلا لدولة عظمى، ولكن لما جاءت دولة الإسلام، وقوت شوكتها، وظهرت دعوتها في أصقاع الأرض، توجهت الرسائل والكتب إلى ملوك الدول وزعماء القبائل يُدعون فيها إلى الإسلام، وكان من ضمن من وصلت إليهم الكتب ملك الفرس كسرى، حيث أرسل له النبي -صلى الله عليه وسلم- بكتاب مع عبد الله بن حذافة السهمي -رضي الله عنه- وأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين المنذر بن ساوى العبدي، فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى1، وكان نص الكتاب كما يلي:

بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس، سلام على من اتبع الهدى، وآمن بالله ورسوله، وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمد عبده ورسوله، وأدعوك بدعاء الله، فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة لأنذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين.

فإن تُسْلم تَسْلم وإن أبيت فإن إثم المجوس عليك.

فلما قرأه شقه وقال: يكتب إليَّ بهذا وهو عبدي؟2، فدعا عليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يمزقوا كل ممزق3.

ثم كتب كسرى إلى باذان -وهو نائبه على اليمن- أن: ابعث إلى هذا الرجل بالحجاز رجلين من عندك جلدين فليأتياني به.

فبعث باذان قهرمانه -وكان كاتبًا حاسبًا بكتاب فارس-، وبعث معه رجلاً من الفرس آخر، وكتب معهما إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمره أن ينصرف معهما إلى كسرى، فخرجا حتى قدما على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالا: إن شاهنشاه -ملك الملوك- كسرى قد كتب إلى الملك باذان يأمره أن يبعث إليه من يأتيه بك، وقد بعثني إليك لتنطلق معي، فإن فعلت كتب لك إلى ملك الملوك ينفعك ويكفُّه عنك، وإن أبيت فهو من قد علمت، فهو مهلكك ومهلك قومك ومخرب بلادك.

ودخلا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد حلقا لحاهما وأعفيا شواربهما، فكره النظر إليهما وقال: (ويلكما من أمركما بهذا؟) قالا: أمرنا ربنا -يعنيان كسرى- فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ولكن ربي أمرني بإعفاء لحيتي وقص شاربي) ثم قال: (ارجعا حتى تأتياني غداً).

وأتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الخبر من السماء بأن الله قد سلط على كسرى ابنه شيرويه فقتله في شهر كذا وكذا في ليلة كذا وكذا من الليل.

فدعاهما فأخبرهما فقال: (أخبروه أن ربي قد قتل ربه الليلة). فقالا: هل تدري ما تقول؟ إنا قد نقمنا عليك ما هو أيسر من هذا، أفنكتب عنك بهذا ونخبر الملك باذان؟ قال: (نعم، أخبراه ذاك عني، وقولا له: إن ديني وسلطاني سيبلغ ما بلغ كسرى وينتهي إلى الخف والحافر، وقولا له: إن أسلمت أعطيتك ما تحت يديك وملكتك على قومك من الأبناء4).

فخرجا من عنده حتى قدما على باذان فأخبراه الخبر فقال: والله ما هذا بكلام ملك، وإني لأرى الرجل نبيًا كما يقول، وليكونن ما قد قال، فلئن كان هذا حقا فهو نبي مرسل، وإن لم يكن فسنرى فيه رأينا.

فلم ينشب باذان أن قدم عليه كتاب شيرويه: أما بعد، فإني قد قتلت كسرى، ولم أقتله إلا غضبًا لفارس لما كان استحل من قتل أشرافهم ونحرهم في ثغورهم، فإذا جاءك كتابي هذا فخذ لي الطاعة ممن قِبَلَك، وانطلق إلى الرجل الذي كان كسرى قد كتب فيه فلا تهجه حتى يأتيك أمري فيه.

فلما انتهى كتاب شيرويه إلى باذان قال: إن هذا الرجل لرسول. فأسلم وأسلمت الأبناء من فارس من كان منهم باليمن.

وكان قتل كسرى على يدي ابنه شيرويه ليلة الثلاثاء لعشر ليال مضين من جمادى الآخرة، من سنة سبع من الهجرة لسِتِ ساعاتٍ مضت منها.

وقال بعض شعراء العرب:

وكسرى إذ تقاسمه بنوه

تمخضت المنون له بيوم

بأسياف كما اقتسم اللحامُ

أتى ولكـل حاملة تمامُ5

هذه هي قصة كتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى كسرى باستطراد يسير؛ لاستتمام بعض الفوائد المتعلقة بالقصة في أحد أحداثها، ويمكن ذكر بعض تلك الفوائد فيما يلي:

§ استحباب الابتداء ببسم الله الرحمن الرحيم في الكتب والرسائل.

§ الدعوة إلى الله تعالى بوسائلها الممكنة، واستعمال أنجح وسيلة تقوم عليها، أو يغلب الظن على نجاحها.

§ حسن الخطاب حال الدعوة، واستخدام أيسر العبارات لا سيما إن كان المخاطب غير عربي, وفي خطاب النبي -صلى الله عليه وسلم- لكسرى سهولة ويسر.

§ الحكمة في الدعوة وتوضيح المدعو إليه، والتعريف بالنفس، كما عرف بنفسه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قال: (فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة لأنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين)، وأيضاً تبيين حقيقة الدعوة.

§ بيان الوعد لمن استجاب والوعيد لمن أخذته العزة بالإثم وما أجاب.

§ الجزاء من جنس العمل، ومن أعرض عن دعوة الحق فإن له معيشة ضنكاً، وهو في الآخرة من الخاسرين، وقد تبين ذلك لكسرى حين مزق كتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فمزق الله جسده وملكه.

§ صدق نبوة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإخباره بالغيب فيما أعلمه الله تعالى.

§ مخالفة المشركين، واتباع أمر الله تعالى حتى في ما يتعلق بظاهر الإنسان وشكله الخارجي كما بين النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه مأمور بإعفاء اللحية وقص الشارب. ومسألة حلق اللحى وإعفاء الشوارب هي السائدة اليوم في أوساط المسلمين ولا حول ولا قوة إلا بالله، وهذا فيه مخالفة صريحة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه موافقة صريحة لأعداء الإسلام في مظهرهم سواء كانوا من الأقدمين أو من المعاصرين.

§ البشارة بالنصر لهذا الدين، وأن العاقبة للمتقين، وأن الله -عز وجل- متم نوره ولو كره الكافرون.

§ على المسلم أن يشعر بالعزة والعظمة المكنونة في دين الإسلام، فلا تهزه الشائعات ولا يخاف في الله لومة لائم، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- لم تهتز له شعرة واحدة حين جاءه رجلان هما من أجلد الفرس ليسوقانه إلى كسرى.

§ سياسة النبي -صلى الله عليه وسلم- في إرسال الرسل، واختيار الرجل المناسب والخطة المناسبة، حيث أمره أن يوصلها للمنذر بن ساوى أمير البحرين ليوصلها هو إلى كسرى، ولعل في هذا حكمة عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولو لم يكن إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها.

§ من خير الناس من إذا عرف الحق لحق بركبه، وأخذ بعنان فرسه في اتباعه مقبلاً غير مدبر، وقد كان هذا الأمر من باذان ومن معه من الأبناء في اليمن حين علموا بصدق رسالة النبي -عليه الصلاة والسلام- ما وسعهم إلا اتباعه، فكان له أجره وأجر من تسبب في إسلامه.

§ عظة وعبرة من الظالمين، كخبر كسرى وما جرى من تغطرسه وجبروته وتكبره على الحق، فاعتبروا يا أولي الأبصار.

إلى غير تلك من القصص والفوائد التي يسع كل ذي لبٍّ وتأمل أن يستنبطها ويستخرجها مما اختزنته الأوراق وكتب التأريخ الإسلامي، فهي ملأى بالعبر من أحوال من غبر، والمواعظ جلية لكل ملاحظ، والحمد لله رب العالمين.
اعداد الطالبة :- عايدة ابو طه
اشراف المعلمة :- سهيلا ابراهيم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رسالة الرسول الى كسرى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حياة الرسول

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدرسة بنات خان يونس الإعدادية ب للاجئات :: المواد الدراسية :: التربية الإسلامية-
انتقل الى: